Skip to content

Yang Burzhome– Writer, Blogger, and Mindset Lifecouch

  • About
  • Books
  • Downloads
  • Contact Us
  • Blog Posts
  • Reviews
  • Translations
  • Sitemap
  • Recent Publications
Close Button

يحيى السنوار القصة غير المروية لمُحَارِبِ الحُرِيَّةِ

Spread the love

يحيى السنوار
أيقونة المقاومة، المُشَكَّلَةُ في سجن إسرائيلي
القصة غير المروية لمُحَارِبِ الحُرِيَّةِ
الَّذِي حَوَّلَ السِّجْنَ إِلَى ثَوْرَةٍ يَانْغ بُرْزْهُومْ مَنْشُورَاتُ زِينْ لَايْفْ
نَيْوْ دِلْهِي نَاشِرْ: مَنْشُورَاتُ زِينْ لَايْفْ نَيْوْ دِلْهِي




 
عُنْوَانْ: يَحْيَى السِّنْوَارْ: أَيْقُونَةُ الْمُقَاوَمَةِ، الْمُشَكَّلَةُ فِي سِجْنِ إِسْرَائِيلِي
الْمُؤَلِّفْ: يَانْغ بُرْزْهُومْ
تَارِيخُ النَّشْرِ: نُوفَمْبِرْ، ٢٠٢٥
 

 
 
الْخَاتِمَةُ ٤
الْفَصْلُ ١: ابْنُ النَّكْبَةِ: الْجِذْرَاتُ فِي مُخَيَّمِ اللَّاجِئِينَ الْمَغَازِي ٦
الْفَصْلُ ٢: جَامِعَةُ الْمُقَاوَمَةِ: الْجَامِعَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ فِي غَزَّةَ ١١
الْفَصْلُ ٣: الْبِنْدُقَةُ: الْأَسْرُ وَوِلَادَةُ اسْتْرَاتِيجِيٍّ ١٦
الْفَصْلُ ٤: سَيِّدُ “الْدَّاخِلِ” ٢١
الْفَصْلُ ٥: الصَّيْغَةُ الْأَيْدِيُولُوجِيَّةُ وَالْاسْتْرَاتِيجِيَّةُ ٢٦
الْفَصْلُ ٦: “الْمُهَنْدِسُ” لِصَفْقَةِ شَالِيتْ ٣١
الْفَصْلُ ٧: الْعَوْدَةُ إِلَى غَزَّةَ مِنْ نَاظِرِيْةٍ إِلَى مُمَارِسٍ ٣٥
الْفَصْلُ ٨: عَقِيدَةُ السِّنْوَارِ لِلْمُقَاوَمَةِ ٤٠
الْفَصْلُ ٩: فَيْضَانُ الْأَقْصَى: الْاسْتْرَاتِيجِيَّةُ الْخَارِقَةُ لِلْخَرْجِ الْمُنْتَظَرِ ٤٥
الْفَصْلُ ١٠: الْقَائِدُ فِي الْحَرْبِ ٥٤
الْفَصْلُ ١١: السِّنْوَارُ فِي بَانْثِيُونِ النِّضَالِ الْمُضَادِّ لِلْإِسْتِعْمَارِ ٥٩
الْفَصْلُ ١٢: فِرْدِيَّةُ الصُّنْعِ الْإِسْرَائِيلِيِّ ٦٦
الْفَصْلُ ١٣: الْإِنْسَانُ وَرَاءَ الْأُسْطُورَةِ ٧١
الْفَصْلُ ١٤: الْقِصَّةُ غَيْرُ الْمُنْجَزَةِ ٧٧
الْفَصْلُ ١٥: سُنِّيُّ السِّنْوَارِ وَالشِّيعِيُّ الْإِيرَانِيُّ: تَحَالُفٌ طَبِيعِيٌّ ٨٢
الْمَرَاجِعُ ٨٧
الْفَهْرِسُ ٩٢



 

 الْخَاتِمَةُ

بَيْنَمَا تُلْتَمِعُ صُوَرُ أَطْفَالٍ حُفَاةَ يَتَجَوْلُونَ بَيْنَ أَثَارِ الْخَرَابِ

الْمُحْطَّمَةِ فِي غَزَّةَ، مَا هِيَ الْعَوَاطِفُ وَالْأَفْكَارُ الَّتِي تَثُورُ فِي نَفْسِكَ؟ بِالنِّسْبَةِ لِعَدَدٍ لا يُحْصَى مِنَ الْأَشْخَاصِ فِي أَرْجَاءِ الْعَالَمِ، تُثِيرُ هَذِهِ الْمَشَاهِدُ إِحْسَاسًا عَمِيقًا بِالْعَارِ الْمُضْطَهَدِ—رَمْزًا مُؤْلِمًا لِلْآلَامِ الْبَرِيئَةِ وَهُمْ يَعِيشُونَ فِي وَسْطِ الْفَوْضَى. وَلَكِنْ بَيْنَمَا يَغُوصُ الْوَاحِدُ أَعْمَقَ فِي تَعْقِيدَاتِ الْوَضْعِ، تَظْهَرُ رِوَايَةٌ أَكْثَرُ تَعْقِيدًا بِكْثِيرٍ، قَدْ تُثِيرُ الْقَلَقَ لَدَى بَعْضِ الْمُرَاقِبِينَ. الْتَّنَاقُضُ الْوَاضِحُ بَيْنَ بَرَاءَةِ الطُّفُولَةِ وَخَلْفِيَّةِ الْخَرَابِ يَدْعُو إِلَى تَأَمُّلٍ أَعْمَقَ فِي الْوَاقِعِيَّاتِ الْقَاسِيَةِ الْمُتَحَدِّيَةِ؛ بَعْضُهُمْ يَرْتَعِبُونَ. وَمَعَ ذَلِكَ، فِي تِلْكَ الْأَطْفَالِ، أَرَى شَبَحَ يَحْيَى السِّنْوَارِ الصَّغِيرِ، الَّذِي يُهَدِّدُ وَجُودَ الصَّهْيُونِيَّةِ وَحُلْمَهَا الْمَجْنُونَ بِإِسْرَائِيلَ الْكُبْرَى. أَرَى النَّظْرَةَ الْعَاصِيَةَ نَفْسَهَا الَّتِي صُيغَتْ فِي مُخَيَّمِ خَانْ يُونِسْ لِلَّاجِئِينَ، وَالْمَادَّةُ الْخَامَ نَفْسَهَا لِصُدْمَةٍ، الَّتِي، عِنْدَمَا تُضْغَطُ تَحْتَ الْاحْتِلَالِ وَالْحَصَارِ، تَصْبِحُ إِرَادَةً غَيْرَ قَابِلَةٍ لِلْكَسْرِ لِلْمُقَاوَمَةِ. هَذَا لَيْسَ فِكْرَةً عَاطِفِيَّةً فَقَطْ؛ إِنَّهُ وَاقِعٌ اسْتْرَاتِيجِيٌّ يَتَدَلَّى عَلَى الْصِّرَاعِ بِأَكْمَلِهِ. وَهُوَ وَاقِعٌ يَفْهَمُهُ الْإِسْرَائِيلِيُّونَ جَيِّدًا وَيَرْتَعِبُونَ مِنْهُ بِحَقٍّ. هَذَا هُوَ جَوْهَرُ الْمُفَارَقَةِ. لِمَاذَا تَرْتَعِبُ دَوْلَةٌ مُسَلَّحَةٌ بِالْأَسْلِحَةِ الْنُّوَوِيَّةِ وَوَاحِدَةٌ مِنْ أَقْوَى الْجِيْشَاتِ فِي الْعَالَمِ، مُجَهَّزَةٌ بِتَكْنُولُوجِيَا الْمُرَاقَبَةِ بِمِلْيَارِ الْدُولَارِ وَوَكَالَةِ جَاسُوسِيَّةٍ أُسْطُورِيَّةِ، مِنْ طِفْلٍ فِي الْحُطَامِ؟ الْجَوَابُ مَكْتُوبٌ فِي تَارِيخِ الرَّجُلِ نَفْسِهِ. لِعَقْدَاتٍ، رَأَتْ إِسْرَائِيلُ السِّنْوَارَ كَمُتَمَرِّدٍ آخَرَ، مَشْكِلَةً لِلْإِدَارَةِ وَرَاءَ جُدْرَانِ السُّجُونِ. فَشِلُوا فِي رُؤْيَةِ أَنَّ السِّجْنَ كَانَ يَصْبِحُ جَامِعَتَهُ، وَأَنَّ كَرْهَهُ كَانَ يَتَحَوَّلُ إِلَى عَبْقَرِيَّةٍ بَارِدَةٍ وَاسْتْرَاتِيجِيَّةٍ. رَأَوْهُ نَمْرًا مِنْ وَرَقٍ، حَتَّى أَثْبَتَتْ سَابِعُ أُكْتُوبَرْ خَطْأَهُمْ. بَلْ دَعَمُوا حَمَاسْ وَمَوَّلُوهَا لِحِفْظِ الْمُقَاوَمَةِ الْفِلِسْطِينِيَّةِ مُتَفَرِّقَةً. وَلَكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُ لِحَمَاسْ قَبُولُ الَّذِينَ يَسْعَوْنَ إِلَى التَّسْلِيمِ أَمَامَ الصَّهْيُونِيِّينَ وَالدُّخُولِ فِي اتِّفَاقِيَّاتِ أُوسْلُو وَالصَّمْتِ عِنْدَمَا تُسْتَخْدَمُ اتِّفَاقِيَّاتُ إِبْرَاهِيمَ لِمَحْوِ هُوِيَّةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ بِالذَّاتِ؟ الْآنَ، يُسْقَطُ نَفْسُ الْخَوْفِ عَلَى الْجِيلِ الْقَادِمِ. الْقَنَّاصُ الَّذِي يَرَى طِفْلًا بَيْنَ الْحُطَامِ لَا يَرَاهُ طِفْلًا فَقَطْ وَيُصِيبُهُ بِرَأْسِهِ؛ بَلْ يَرَاهُ سِنْوَارًا مُسْتَقْبَلِيًّا. هَذَا هُوَ الْمَنْطِقُ الْبَرْبَرُ وَالْمُنْزِلُ لِلْإِنْسَانِيَّةِ لِصِرَاعٍ حَيْثُ يُدِيْكْتَ ذِكْرَى الْمُقَاوَمَةِ الْمَاضِيَةِ عُنْفَ الْحَاضِرِ. الْهَدَفُ لَيْسَ وَحْيَدًا الرَّدْعَ، بَلْ مُحَاوَلَةٌ يَائِسَةٌ لِكَسْرِ الدَّائِرَةِ قَبْلَ أَنْ تَبْدَأَ حَتَّى. يُرِيدُ الصَّهْيُونِيُّونَ الْأَمْنَ، لَكِنَّهُمْ يَنْهَائُونَ بِعَدَمِ أَمْنٍ أَكْبَرَ حَتَّى بَعْدَ الدَّعْمِ الْكَامِلِ مِنْ دِيكْتَاتُورِيَّاتِ الْعَرَبِ. هَذَا يَقُودُنَا إِلَى الْإِجْمَاعِ السِّيَاسِيِّ الْكَئِيبِ فِي إِسْرَائِيلَ. بَيْنَمَا يُبَسَّطُ الْقَوْلُ بِأَنَّ “كُلَّ” إِسْرَائِيلِيٍّ يُدَاعِمُ مَا يَسْمِيهِ الْخَبِيرُونَ الْقَانُونِيُّونَ الْدُّوْلِيُّونَ إِبَادَةً جَمَاعِيَّةً، إِلَّا أَنَّ جُزْءًا كَبِيرًا مِنَ التَّيَّارِ السِّيَاسِيِّ الْرَّئِيسِيِّ وَالْعَامَّةِ قَدْ أَعْتَمَدَ حَمْلَةً عَسْكَرِيَّةً مِنْ دَمَارٍ غَيْرِ مَسْبُوقٍ وَإِبَادَةٍ جَمَاعِيَّةٍ. بَعْضُهُمْ يُدَاعِمُ حَتَّى اغْتِصَابَ السِّجَائِنَاتِ الْفِلِسْطِينِيَّاتِ عَلَنًا دُونَ خَجْلٍ. الْهَدَفُ وَاضِحٌ: اسْتِخْدَامُ هَذَا اللَّحْظَةِ مِنَ الْأَزْمَةِ لِتَحْقِيقِ حُلْمِ الصَّهْيُونِيَّةِ الْمُرَاجِعِيَّةِ الْقَدِيمِ بِـ“إِسْرَائِيلَ الْكُبْرَى”، مِنَ النَّهْرِ إِلَى الْبَحْرِ، مُنْجِزِينَ حَيَاةً لِلْفِلِسْطِينِيِّينَ قَدْ تَجْعَلُ الْأَمَلَ بِمُسْتَقْبَلٍ وَطَنِيٍّ يَنْطَفِئُ وَيَرْغَبُونَ فِي اخْتِفَائِهِمْ “مَرَّةً أُخْرَى”. يُرِيدُونَ إِنْجَازَ الْعَمَلِ، مَرَّةً وَاحِدَةً وَلِلْأَبَدِ، بِدَعْمٍ عَسْكَرِيٍّ وَسِيَاسِيٍّ وَدِبْلُومَاسِيٍّ مِنْ قُوَى الْغَرْبِ الْبَيْضَاءِ. وَهَكَذَا، يَكْشِفُ الْصِّرَاعُ عَنْ طَبِيعَتِهِ الْحَقِيقِيَّةِ غَيْرِ الْقَابِلَةِ لِلْحَلِّ. مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ، لَدَيْكَ شَعْبٌ فِلِسْطِينِيٌّ الَّذِي، بَعْدَ ٧٥ عَامًا مِنَ الْنَّقْلِ وَالْقَمْعِ، يَرْفُضُ بِبَسَاطَةِ الْاخْتِفَاءَ. لَنْ يَغَادِرُوا أَرْضَهُمْ دُونَ قِتَالٍ، لِأَنَّهُ لَا مَكَانَ بَاقِيًا لِلذَّهَابِ إِلَيْهِ. مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ، لَدَيْكَ مَشْرُوعٌ سِيَاسِيٌّ إِسْرَائِيلِيٌّ الَّذِي، فِي شَكْلِهِ السَّائِدِ الْأَكْثَرَ، يُرِيدُ لَا أَقَلَّ مِنَ السَّيْطَرَةِ الْكُلِّيَّةِ عَلَى الْأَرْضِ، نَاظِرًا إِلَى أَيِّ سِيَادَةٍ فِلِسْطِينِيَّةٍ كَتَهْدِيدٍ وُجُودِيٍّ. هَذَا الْحَاصِلُ هُوَ الْفَخُّ، وَهُوَ مَا يُبْقِي مُخْتَصِّي الْإِسْرَائِيلِيِّينَ مُسْتَيْقِظِينَ طُولَ اللَّيْلِ: لَا حَلٌّ عَسْكَرِيٌّ فِي الْأُفُقِ. كُلُّ مَا يَفْعَلُونَهُ يَجْعَلُهُمْ أَكْثَرَ عَدَمَ أَمْنٍ. حَتَّى مَعَ الْتَّعَاوُنِ الْكَامِلِ وَغَيْرِ الْمُخْفِيِّ مِنْ قُوَى الْغَرْبِ وَالْقَبُولِ الصَّامِتِ مِنْ أَكْثَرِيَّةِ الْدِّيكْتَاتُورِيَّاتِ الْعَرَبِيَّةِ—الَّتِي تُعْطِي الْأَوْلَوِيَّةَ لِصَفْقَاتِ أَمْنِهَا مَعَ وَاشِنْطُنْ عَلَى حَيَاةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ—فَشِلَتْ قُنَابِلُ إِسْرَائِيلَ فِي “إِنْجَازِ الْعَمَلِ”. هَذَا هُوَ السَّبَبُ فِي أَنَّ تَحْتَ الْعَرْضِ الْعَسْكَرِيِّ الْمُتَجَمِّلِ، يُوجَدُ عَصَبِيَّةٌ عَمِيقَةُ الْجُذُورِ فِي تِلْ أَبِيبْ وَالْقُدْسِ. بِنَاءُ الْاسْتْرَاتِيجِيَّةِ الْإِسْرَائِيلِيَّةِ بِأَكْمَلِهَا عَلَى وَضْعِ قَائِمٍ هَشٍّ: هَيْمَانَةُ الْغَرْبِ الدَّائِمَةُ وَاسْتِمْرَارُ حُكْمِ الْقَادَةِ الْعَرَبِ الْمُسْتَبِدِّينَ الَّذِينَ سَيَحْجِبُونَ غَضَبَ شَوَارِعِهِمْ الشَّعْبِيَّ. وَلَكِنْ مَاذَا يَحْدُثُ إِنْ تَغَيَّرَ ذَلِكَ؟ مَاذَا يَحْدُثُ إِنْ وَهَتْ قُوَّةُ أَمْرِيكَا، أَوْ إِنْ أَطَاحَ الْشَّعْبُ الْعَرَبِيُّ أَخِيرًا بِالْمُتَسَادِيْنِ الَّذِينَ خَانُوهُمْ؟ مَاذَا إِنْ فَشِلُوا فِي كَسْرِ “مِحْوَرِ الْمُقَاوَمَةِ”—إِيرَانْ وَالْعِرَاقُ وَحُوْثِيُّ الْيَمَنِ—بِالْكَامِلِ، الَّذِي يَضْمَنُ أَنْ قَضِيَّةُ فِلِسْطِينَ لَنْ تُعْزَلَ أَبَدًا بِالْكَامِلِ. بَيْتُ الْبِطَاقَاتِ الَّذِي يَسْمَحُ لِلْاحْتِلَالِ بِالِاسْتِمْرَارِ إِلَى أَجْلٍ غَيْرِ مَسْمًى أَكْثَرُ هَشَّاشَةً مِمَّا يَبْدُو. الْأَطْفَالُ فِي حُطَامِ غَزَّةَ أَكْثَرُ مِنْ ضَحَايَا فَقَطْ. إِنَّهُمْ تَذْكِيرٌ حَيٌّ بِأَنَّ آلَامَ الْمَاضِي تُدِيْكْتَ صِرَاعَاتِ الْمُسْتَقْبَلِ. سَتُنْفَذُ عَمَلِيَّةُ الْأَقْصَى مَرَّةً أُخْرَى لِتَحْرِيرِ آلَافِ السُّجَّانَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. سَتَسْتَمِرُّ وَتَسْتَمِرُّ حَتَّى يَنْتَهِيَ الْاحْتِلَالُ. هَذَا هُوَ السَّبَبُ فِي أَنَّ لَا جَيْشًا، مَهْمَا كَانَ قُوِيًّا، يُمْكِنُهُ أَبَدًا أَنْ يَشْعُرَ بِالْأَمْنِ حَقًّا عِنْدَمَا يَبْنَى عَلَى أَسَاسِ مَحْرُومِيَّةِ شَعْبٍ آخَرَ. حَتَّى يُعَالَجَ ذَلِكَ الظُّلْمُ الْأَسَاسِيُّ، سَتَسْتَمِرُّ الدَّائِرَةُ—الْخَوْفُ وَالْعُنْفُ وَالسِّنْوَارُونَ الْجُدُدُ يَنْهَضُونَ مِنَ الرَّمَادِ—فَقَطْ. دَعْنَا نَتَحَدَّثْ عَنْ يَحْيَى السِّنْوَارِ. يَبْدُو كَأَنَّ الْجَمِيعَ لَدَيْهِ رَأْيٌ، أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟ إِنْ قَرَأْتَ الْمَجَلَّاتِ الْأَكَادِيمِيَّةَ، اسْتَمَعْتَ إِلَى إِعْلَامِ الْغَرْبِ الْأَبْيَضِ، فَهُمْ يُحَلِّلُونَ كُلَّ حَرَكَةٍ لَهُ كَاسْتْرَاتِيجِيَّةِ بَطْرَانْ شَطْرَنْجِيٍّ كَبِيرٍ. اسْتَمَعْ إِلَى تَعْلِيقَاتِ الصَّهْيُونِيَّةِ الْرَّئِيسِيَّةِ، وَهُوَ مُصْنَّفٌ كَالشَّرِيرِ الْأَعْلَى—شَيْطَانٌ مُرِيحٌ يَدَعُ مَشْرُوعَهُمْ السِّيَاسِيَّ يَتَفَادَى الْمَسْؤُولِيَّةَ عَنْ فَشَلِهِ وَفَجَائِعِهِ. فِي الْأَثْنَاءِ، شَعَرَ رِيفَالُهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ السِّيَاسِيُّونَ فِي فَتْحْ بِلَدْغَةِ بَرْدِهِ الْقَاسِيْ وَهُمْ يَشَاهِدُونَ انْخِفَاضَ نِفْذِهِمْ.
وَلَكِنْ رُبَّمَا الْجَمْهُورُ الْأَكْثَرَ عَصَبِيَّةً يَجْلِسُ فِي قُصُورِهِمْ الْمُذَهَّبَةِ لِلْمُلُوكِ الْعَرَبِ. يَرْاقِبُونَ بِرُعْبٍ وُجُودِيٍّ وَهُوَ يَعْتَرِضُ حَمَاسْ السُّنِّيَّةُ شِيعَةَ إِيرَانْ—شُرَاكَةٌ تَكْسِرُ الْحُدُودَ الطَّائِفِيَّةَ الْقَدِيمَةَ. إِنَّهَا لَيْسَتْ وَحْيَدًا تَحَالُفًا؛ إِنَّهَا تَيَّارٌ ثَوْرِيٌّ يُهَدِّدُ بِمَسْحِ النَّظَامِ السِّيَاسِيِّ الْرَّاكِدِ فِي الْعَالَمِ الْعَرَبِيِّ الَّذِي رَئَسُوهُ لِعَقْدَاتٍ. هَذِهِ الْعَلَاقَةُ وَحْدَهَا تُظْهِرُ لَنَا أَنَّ الشَّرْقَ الْأَوْسَطَ لَمْ يَعُدْ يَلْعَبُ بِالْقَوَاعِدِ الْقَدِيمَةِ. وَهَذَا، هُنَا بِالذَّاتِ، هُوَ الْتَّعْقِيدُ الْمُؤْلِمُ لِهُوِيَّةِ السِّيَاسَةِ الْيَوْمَ. نُدَرَّسُ لِنَرَى الْعَالَمَ فِي مَعَارِكَ بَسِيطَةٍ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَلَكِنْ ذَلِكَ خَيَالٌ. الْعَالَمُ الْحَقِيقِيُّ شَبَكَةٌ مُتَشَابِكَةٌ مِنَ التَّحَالُفَاتِ الْمُتَضَارِبَةِ وَالنِّضَالَاتِ الْمُشْتَرَكَةِ وَالْمُخْتَلِفَةِ. يُجْبِرُنَا عَلَى احْتِضَانِ حَقِيْقَتَيْنِ مُتَنَافِسَتَيْنِ فِي يَدَيْنَا فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ. الْحَقِيْقَةُ الْأُولَى هِيَ تَضَامُنٌ غَيْرُ مُنْهَدِمٍ مَعَ الشَّعْبِ الْفِلِسْطِينِيِّ. هَذَا لَيْسَ عَوْضًا عَامًّا؛ إِنَّهُ تَزَامُنٌ مَعَ حَقِّهِمْ الْأَسَاسِيِّ فِي الْأَرْضِ وَالسِّيَادَةِ وَحَيَاةِ كَرَامَةٍ. إِنَّهُ يَتَعَلَّقُ بِمَا يَسْمِيهِ الْعُلَمَاءُ “الْسِّيَادَةَ الْمَعْرِفِيَّةَ”—حَقُّ شَعْبٍ فِي رِوَايَةِ قِصَّتِهِ نَفْسِهِ، وَتَعْرِيفِ وَاقِعِهِ نَفْسِهِ، حُرًّا مِنَ الْمَحْوِ وَالتَّحْرِيفِ الَّذِينَ وَاجَهُوهُ لِفَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ. قَضِيَّتُهُمْ عَادِلَةٌ. يَسْتَكْشِفُ هَذَا الْكِتَابُ السِّيَادَةَ الْمَعْرِفِيَّةَ لِلشَّعْبِ الْفِلِسْطِينِيِّ وَيُقَدِّمُ السِّنْوَارَ مِنْ وُجُوهِ نَظَرِ غَزَّاوِيِّينَ عَادِيِّينَ. الْحَقِيْقَةُ الثَّانِيَةُ، الَّتِي يَجِبُ أَنْ نَحْمِلَهَا بِثَبَاتٍ مِثْلَهَا، هِيَ مُعَارَضَةٌ عَمِيقَةٌ لِطَبِيعَةِ قِيَادَةِ حَمَاسْ الثِّيُوقْرَاطِيَّةِ وَالْمُسْتَبِدَّةِ الَّتِي تَقُودُ الْمُقَاوَمَةَ الْمُسَلَّحَةَ حَالِيًّا. رَغْمَ أَنَّ الْمُقَاوَمَةَ الْفِلِسْطِينِيَّةَ فِي غَزَّةَ مُرَكَّبَةٌ. يُوجَدُ فَصْلٌ عَلْمَانِيٌّ فِي مُقَاوَمَةِ غَزَّةَ، مِثْلَ الْجَبْهَةِ الشَّعْبِيَّةِ لِلْتَّحْرِيرِ الْفِلِسْطِينِيَّةِ (الْجَبْهَةُ الشَّعْبِيَّةُ) وَالْجَبْهَةِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ لِلْتَّحْرِيرِ الْفِلِسْطِينِيَّةِ (الْجَبْهَةُ الدِّيمُقْرَاطِيَّةُ)، وَكِلْتَاهُمَا تَحْمِلَانِ أَيْدِيُولُوجِيَّةَ الْمَارْكْسِيَّةِ اللُّينِينِيَّةَ. يَجِبُ عَلَيْنَا التَّمْيِيزُ بَيْنَ الشَّعْبِ وَهَيْئَاتِ حُكْمِهِمْ. فَفِي نَظْرَةِ السِّنْوَارِ غَيْرِ الْمُنْهَدِمَةِ، أَرَى أَكْوَاسًا لِاقْتِنَاعَاتِي نَفْسِهَا: الْمُضَادَّةُ الْحَادَّةُ لِلْإِمْبِيرْيَالِيَزْمِ الَّتِي تَرَى الطَّائِرَاتِ بِلَا طَيَّارِينَ وَالْقُنَابِلَ وَمِلِيشِيَّاتِ الْمُسْتَوْطِنِينَ كَثَعَابِينَ تَوْأْمَةِ الْإِمْبِيرَاطُورِيَّةِ. أَنَا لَسْتُ مُضَادًّا لِلْيَهُودِيَّةِ، بَلْ ضِدَّ الْحِصْنِ الْعُنْصُرِيِّ الْمَبْنِيِّ عَلَى الْمُصَادَرَةِ وَالْمَحْوِ؛ الْغَضَبُ الْمُضَادُّ لِلْإِسْتِعْمَارِ ضِدَّ نَكْبَةٍ لَمْ تَنْتَهِِ وَاحِدَةً، مُصَادَرَةٍ مَكْتُوبَةٍ فِي ١٩٤٨ وَلَكِنْ تُعَادُ يَوْمِيًّا فِي الْحُوَاجِزِ وَحِسَابَاتِ السُّعْرَاتِ الْحَرَارِيَّةِ؛ الْمُضَادَّةُ لِلْعُنْصُرِيَّةِ الَّتِي تُحَاكِمُ حِسَابَ إِسْرَائِيلَ الْمُلَوَّنَ لِلْقِيمَةِ، حَيْثُ يَسِيْلُ دَمُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَرْخَصَ مِنْ دُمُوعِ الْشَّمَالِ الْعَالَمِيِّ. كَيْفَ أُوَازِنُ هَذَا الدَّائِرَةَ؟ كَيْفَ يُسَلِّمُ الْوَاحِدُ الْاسْتْرَاتِيجِيَّ الَّذِي كَسَّرَ وَهْمَ غَيْرِ الْقَابِلِ لِلْغَلَبَةِ الْإِسْرَائِيلِيَّةِ—الرَّجُلُ الَّذِي، مِنْ زُجَاجَاتِ أَشْكِيلُونْ، رَسَمَ فَيْضَانًا أَعَادَ تَرْكِيزَ عَدْسَةِ الْعَالَمِ الْقَصِيرَةِ عَلَى فِلِسْطِينَ—بَيْنَمَا أَتَرَاجَعُ مِنَ الْمُؤْلِّفِ الْأَيْدِيُولُوجِيِّ الَّذِي يُرِيدُ فَرْضَ ظِلِّ الشَّرِيعَةِ عَلَى فَجْرِ الْمُحْرَرِ؟ نَعِيشُ فِي عَصْرِ تَضَامُنَاتٍ مُتَفَرِّقَةِ، حَيْثُ تَتَشَقَّقُ الْثُّنَائِيَّاتُ الْقَدِيمَةُ—الْمُضْطَهَدُ ضِدَّ الْمُضْطَهِدِ—تَحْتَ ثِقْلِ التَّدَقُّقِ الْتَّقَاطُعِيِّ. لِذَلِكَ، لِفَهْمِ شَخْصِيَّةٍ مِثْلَ يَحْيَى السِّنْوَارِ لَيْسَ عَذْرًا لَهُ. دَعْنِي أَكُونَ وَاضِحًا: إِنَّهُ يَتَعَلَّقُ بِأَصْعَبِ أَنْوَاعِ الْعَمَلِ السِّيَاسِيِّ. إِنَّهُ يَتَعَلَّقُ بِالنَّظَرِ مُبَاشَرَةً إِلَى شَخْصٍ تُعَارِضُهُ أَيْدِيُولُوجِيًّا وَسُؤَالِهِ: “لِمَاذَا لَدَيْهِ قُوَّةٌ؟ مَا هِيَ الشَّرْطُ الَّتِي خَلَقَتْهُ؟” إِقْرَارُ جُذُورِ نِفْذِهِ لَيْسَ تَأْكِيدًا؛ إِنَّهُ ضَرُورَةٌ اسْتْرَاتِيجِيَّةٌ. يَجِبُ عَلَيْنَا فَهْمُ أَنَّ هَزِيمَةَ عَدُوٍّ مُشْتَرَكٍ—فِي هَذَا الْحَالِ، مَشْرُوعُ الصَّهْيُونِيَّةِ لِلْفَصْلِ الْعُنْصُرِيِّ وَالْتَّسْتَوْطِنِ—لَا يَضْمَنُ بِالضَّرُورَةِ مُسْتَقْبَلًا أَيًّا مِنَّا نُرِيدُ الْعَيْشَ فِيهِ. أَنَا، مِثْلَ الْكَثِيرِينَ، أَقِفُ مَعَ النِّضَالِ ضِدَّ هَذَا النِّظَامِ الْقَامِعِ. أُرِيدُ أَنْ يَكُونَ الْجَمِيعُ، الْفِلِسْطِينِيُّ وَالْإِسْرَائِيلِيُّ، حُرًّا “مِنَ النَّهْرِ إِلَى الْبَحْرِ”، يَعِيشُونَ بِحُقُوقٍ مُتَسَاوِيَةٍ فِي دَوْلَةٍ دِيمُقْرَاطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ. الْمُفَارَقَةُ هِيَ هَذِهِ: قَدْ يَشْتَرِكُ يَحْيَى السِّنْوَارُ وَأَنَا فِي عَدُوٍّ مُشْتَرَكٍ فِي هَيْئَاتِ الْاحْتِلَالِ وَالْفَصْلِ الْعُنْصُرِيِّ. وَلَكِنَّنَا نَحْلُمُ بِفَجْرَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ جِدًّا. هُوَ يَتَخَيَّلُ وَاحِدَةً؛ أَنَا أَتَخَيَّلُ أُخْرَى مَبْنِيَّةً عَلَى التَّجْهِيزِ وَالدِّيمُقْرَاطِيَّةِ الْعَلْمَانِيَّةِ. وَلَكِنِّي أُعَارِضُ أَيَّ تَفَرُّقٍ لِلْمُقَاوَمَةِ الْفِلِسْطِينِيَّةِ عَلَى خُطُوطٍ سِيَاسِيَّةٍ وَأَيْدِيُولُوجِيَّةٍ وَاجْتِمَاعِيَّةٍ وَقَبَلِيَّةٍ. يَجِبُ عَلَيْنَا الْوُقُوفُ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الَّذِينَ يَقِفُونَ ضِدَّ سَرْطَانِ الصَّهْيُونِيَّةِ قَبْلَ أَنْ يَنْتَشِرَ، لَيْسَ مَعَ الَّذِي يَسْتَسْلِمُ فِي أُوسْلُو. هَذَا مَا يَجْعَلُنِي أُعَارِضُ مُنَظَّمَةَ التَّحْرِيرِ، حِزْبًا عَلْمَانِيًّا، وَجَمِيعَ الَّذِينَ يُدَاعِمُونَ اتِّفَاقِيَّاتِ أُوسْلُو. أَعْتَقِدُ أَنَّ قَامَةَ السِّنْوَارِ أَعْظَمُ مِنْ قَامَةِ الْقَائِدِ الْفِلِسْطِينِيِّ يَاسِرْ عَرَفَاتْ. هَذَا الْكِتَابُ لَيْسَ تَرْحِيبًا، بَلْ حَفْرًا—حَفْرٌ عَبْرُ طَبَقَاتِ حَيَاةٍ صُيغَتْ فِي الْمَحْرُومِيَّةِ، شُحْذَتْ فِي الْأَسْرِ، وَانْفَجَرَتْ فِي الْعِصْيَانِ. وَمَعَ ذَلِكَ، بَيْنَمَا أُغْلِقُ هَذَا الْكِتَابَ، يَجِبُ أَنْ أَعْتَرِفَ: السِّنْوَارُ لَيْسَ بَطَلًا لِي. إِنَّهُ مُعَارِضٌ، مِرْآَةٌ مُقْرَبَةٌ جِدًّا، تَعْكِسُ الشَّقُوقَ فِي رُوحِي السِّيَاسِيَّةِ نَفْسِهَا. وَلَكِنَّهُ أَيْضًا مُعَارِضٌ لِلْفَصْلِ الْعُنْصُرِيِّ الصَّهْيُونِيِّ وَحْدَهُ الَّذِي أُعَارِضُهُ. مُقَاوَمَتُهُ، مَهْمَا كَانَتْ بَرْبَرَةً وَمُقْرِفَةً أَيْدِيُولُوجِيًّا لِي، هِيَ بِالْتَّأْكِيدِ نَتِيْجَةُ ذَلِكَ النِّظَامِ—انْعِكَاسُ عُنْفِهِ، مُصْقُولٌ فِي سُجُونِهِ وَمُصْلَبٌ بِحَصَارِهِ. غَالِبًا مَا تَطْلُعُ الْمُقَاوَمَةُ الْأَكْثَرَ فَعَّالِيَّةً ضِدَّ الْقُوَى الْمُسْتَعْمِرَةِ لَيْسَ مِنْ صَالُونَاتِ اللِّيبِرَالِيَّةِ الْدُّوْلِيَّةِ، بَلْ مِنْ مَدْرَسَةِ الْمُضْطَهَدِينَ الْقَاسِيَةِ وَغَيْرِ الْمُغْفِرَةِ، وَغَالِبًا مَا تَتَخَذُ صُورَةَ مِرْآَةِ الْقَمْعِ الَّذِي تُقَاتِلُهُ.

 يَانْغ بُرْزْهُومْ نَيْوْ دِلْهِي نُوفَمْبِرْ ٢٠٢٥ يَحْيَى السِّنْوَارُ

 

Search

Archives

  • November 2025
  • September 2025
  • July 2025
  • June 2025
  • December 2024
  • November 2024
  • October 2024
  • September 2024
  • August 2024
  • July 2024
  • June 2024

Meta

  • Register
  • Log in

Categories

  • articles
  • Blog Posts
  • Life Coaching
  • Mental Health
  • Online Fake Info
  • Relationships
  • Self discovery
  • Stress and Anxiety
  • Uncategorized
  • Wellness
    • Health Care and Challenges
    • Health Products
    • Heart Health and Diabetes
    • Herbs and Home Remedies
    • Liver and Gut
    • Nutrition

Author Writer WordPress Theme By Themespride

Free Ebook Downloads

Got it!
X
Product successfully added to the cart!
Go to mobile version